على مدى القرون الماضية تطورت مدينة الطائف وتوسعت , فبعدما كانت مدينة صغيرة جداً تسكنها قبيلة ثقيف وبعض القبائل المجاورة لها , أصبحت تضم عدد أكبر من السكان الذين قدموا إليها من أماكن مختلفة .
يسكن هذه الحارات فئات مختلفة من الناس , جميعهم ساهموا في بناء الطائف وتكوين جزء من ماضيها العريق .
كانت حارة أسفل أكثر الحارات سكاناً ثم حارة فوق ثم حارة السليمانية .وقد أحصى الشيخ عبدالحي حسن كمال أسماء جميع الأسر التي سكنت الطائف قديماً في كتابه ( الطائف وأسماء الأسر القديمة وبعض عاداتهم ).
يبدأ يوم سكانها من بعد صلاة الفجر , الجميع يبحثوا عن رزقهم بطابع يسوده البساطة .
كان يشتغل أغلبهم في البيع والشراء .
يذهب كل شخص إلى دكانه ويستفتح يومه بذكر الله والصلاة على النبي , ومن أهم ما كان يدل على صفاء قلوبهم .إذا باع أحدهم وجاره لم يبيع بعد , فإنه إذا اتى أحد يريد الشراء يرسله لجاره لكي يجعل جاره يبيع .
أما النساء فكانوا في منازلهم مشغولين بالأعمال المنزلية , ومنهم من تجعل منزلها مقراً لتدريس البنات " كتاتيب "
وكانت المرأة إذا طبخت ترسل طبق لجاراتها أيضاً ..
وهكذا يمضي اليوم إلى أن يأتي وقت الغروب فيعود الجميع لمنازلهم وتغلق أبواب السور .. ومع طلوع الفجر يبدأ يوم جديد .
كانت الأسر متقاربة جداً , يتشاركون في الأفراح والأحزان , وفي مشاكلهم يلجؤا *إلى العمدة فهو المسؤول عن شؤون سكان الحارة .
أما في الأفراح , ففي الأعياد دائماً يجتمعون كما يحددون أيام لمعايدة الحارات الأخرى , وفي الزواج كانت تقام حفلات الزواج في منزل العريس أو أحد الجيران .تجتمع جميع نساء الحارة للمساعدة , و أما الرجال فيكون حفل الزواج في إحدى برحات الحارة , ومن المنازل التي كانت تقام فيها الأفراح : بيت آل زينل و بيت آل إسماعيل وغيرها من منازل الطائف الكبيرة .
وفي العزاء يتكاتف الجميع للوقوف بجانب أهل الميت طوال الثلاثة أيام لمواساتهم , وفي اليوم الأخير للعزاء يجتمع الجيران بعد صلاة الظهر لتناول طعام الغداء والذي يكون دائماً " رز أبو حمص " .
كان الجيران يتقابلون بشكل يومي وإذا غاب أحدهم فإنهم يسارعوا بالسؤال عنه والاطمئنان عليه .
كما كانت هناك إجتماعات بين الأهل والجيران تقام بين فترة واخرى , ذكرها السيد عيسى القصير بإسم القيلة العائلية .فيجتمعوا الأهل أو الجيران في إحدى المنازل من النهار , وتقوم ست البيت بإعداد سفرة التلبيبة , وهي مشهور بين أهل الحجاز .
تكون في الضحى , ثيم يليها الغداء الذي تعده النساء المجتمعات و العشاء غالباً ما يكون سليق طائفي ... تسود هذه الإجتماعات المحبة والوئام والحكايات الجميلة .
كانت الحياة الإجتماعية في الطائف بها العديد من العادات مثلها مثل بقية مدن الحجاز , ولكن للأسف بعد التوسع العمراني خارج السور و زيادة عدد السكان .
تغيرت الكثير من العادات ... كما تغير نمط الحياة كله .تم جمع المعلومات من :
- التحضر في مدينة الطائف .. لـ الدكتور حمد زيد الزيد .
- تاريخ الطائف قديماً وحديثاً .. لـ مناحي ضاروي القثامي .
- الطائف و أسماء اسرة القديمة وبعض عاداتهم .. لـ عبدالحي حسن كمال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق