Translate

الجمعة، 9 مايو 2014

الفن في الطائف قديماً ...

تعتبر منطقة الحجاز غنية بالفنون منذ القدم .. في كافة المجالات : الغناء والموسيقى و الأدب والبلاغة .
وقد برع أهل الطائف في الغناء مثلهم مثل بقيه العرب من سكان أمهات القرى ...ومنهم  الحارث بن كلدة الثقفي , حيث سافر إلى بلاد فارس وتعلم هناك الطب وكان له حس فني فتعلم الموسيقى والعزف على أدواتها مثل : العود .


وإمتد مجد الطائف في الفن عبر الأزمنة .. حتى تميز الفن الطائفي والحجازي بشكل عام بسهولة المغنى والشفافية في الأداء والتعبير .

كان لفن الطائف شهرة كبيرة بين المدن المجاوره وخصوصاً في فترة الصيف .. حيث كانت الطائف بمثابه ملتقى للفنانين القادمين من مكة وجده للإصطياف في الطائف .
فكان فصل الصيف في الطائف كله إجتماعات وسمر , حيث  تقام إحتفالات في بساتين قروى والسداد وشهار والمثناه وغيرها ...  وفي هذه البساتين إجتمع الكثير رواد الفن السعودي.


ومن فناني مكة  المكرمة الذين كانت لهم إجتماعات مع فناني الطائف : حسن جاوا , عمر باعشن , محمد علي سندي , فوزي محسون , فؤاد بنتن , عمر كدرس ... وغيرهم الكثير
فيتسامرون  حتى الفجر ويؤدون بعض الالعاب مثل الكمكم والكيرم والضومنه .. والمزمار والمجرور .


بالإضافة إلى تخصيص بعض الساحات في أحياء الطائف لإقامة هذه الحفلات وتزينها بـ عقود الزينة ووضع منصات بها ..
ففي حارة فوق برحة الركن , وحارة أسفل برحة  مسجد الهادي , وحارة السليمانية برحة ابن العباس . 


أما بالنسبة للحفلات النسائية , فكانت تقام في العصاري بين بساتين الطائف أيضاً .. تحييها بعض الفنانات  مثل : توحة , رحاب , سمر دينا , صالحة مدني , ابتسام لطفي .

وتعتبر الطائف أول مدينة يقام فيها أول حضور فني نسائي منذ أكثر من نصف قرن .
وكانت تسود الأجواء الفرح والسرور والبهجة من المجتمع الطائفي الذي عرف بالأُنس , حتى سميت بـ "الطائف المأنوس" , و أصبحت الطائف مدينة رائدة في الفن والطرب والثقافة .. إحتضنت بدايات الفن السعودي و رواد الغناء السعودي مثل:


- العميد طارق عبدالحكيم -رحمة الله-  : 
عميد الاغنية السعودية ظهر في الخمسينات الميلادية وهو إبن الطائف.. درس الموسيقى في مصر وأسس مدرسة موسيقى الجيش في الطائف عام 1372هـ .. وكان له الريادة في مجال التحلين والغناء.
وهو أول فنان سعودي يجيد كتابة النوتة الموسيقية وأوجد مدرسة فنية تعتمد على محاكاة التراث مع إدخال الآلات الحديثة . 


-  عبد الله محمد -رحمة الله-  : 
يعد من رموز الغناء في المملكة .. من مواليد الطائف , عاش طفولتها بها .. وهو من أوائل الفنانين السعوديين الذين غنوا في مسارح لبنان .. كما يعد من معلمي الفنان طلال مداح  -رحمة الله-.
" يقول عنه الأستاذ عبدالله السلوم وهو أول من انشأ فرقة موسيقية في الرياض:(إن التواجد في حفلات الطائف خاصة في ذلك الوقت بعد عودة الملك سعود بن عبدالعزيز "غفر الله له" كانت على ثلاثة مسارح منها مسرح المنطقة الغربية وكان يصّدح بها الفنان عبدالله محمد وطلال مداح وغيرهما، إلا أن عبدالله محمد كان نبعاً دفاقًا من الانغام التي لا تهدأ، ولهذا كان الجميع يتلذذ بالاجتماع معه وسماعه"، ويعتبر عبدالله محمد من الفنانين الذين قاموا بتنويع اعمالهم وتوزيعها على المطربين حتى ان معظم الفنانين آنذاك قد تغنوا بـ ألحانة التي مازالت تسمع إلى وقتنا الحاضر ..
في تلك الأثناء أصبح السعوديون يرددون أغاني عبدالله محمد في مسارح مكة والطائف مثل:"أيه ذنبي ليه بس يا اسمر" " مقتبس من جريدة الرياض.
توفي -رحمة الله -عام 1990 في مدينة جدة.
- الشريف عبدالله مرشدي-رحمة الله- : 
 "درس الابتدائية في المدرسة السعودية بالطائف وهي الفترة التي زامل فيها طلال مداح على مقاعد الدراسة
وكانت الطائف في هذه الفترة الملتقى الفكري والفني للمملكة وخاصة في فن الأغنية والموسيقى.

ثم إلتحق بمدرسة الجيش فزامل محمد الريس وتتلمذ على يد أحمد سليمان , واكتسب صداقة كثيرين من شباب الفنانين يومها أمثال طارق عبدالحكيم مدير مدرسة موسيقى الجيش، عبدالله محمد، عبده مزيد، محمد مخلص، محمد الإدريسي، محمد الريس وغيرهم. 

كما وشارك في تأسيس فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف في العام 1399" مقتبس من صحيفة عكاظ

- طلال مداح -رحمة الله- :
" كان طلال تلميذاً في أحد مدارس مدينة الطائف بالمملكة وكانت هذه المدرسة تقيم عدة حفلات في مناسبات عدة وكان معروفا عن طلال حلاوة الصوت ونقاوته، الامر الذي شجع المدرسة على أن تسند إليه القيام بمقرئ الحفل في كل حفلات المدرسة.
و كان من بين تلاميذ المدرسة وزملاء طلال تلميذ اسمه عبد الرحمن خوندنه، وكان هذا التلميذ من هواة الموسيقى ويمتلك عودا يعزف عليه، ولربما كانت تلك الاحساسات الفنية المشتركة عاملا على التقارب بين طلال وعبدالرحمن خوندنه، فاتفقا على احياء ليالي سمر تضم الاصدقاء وأن يقوم طلال مداح بالغناء فيما يقوم عبد الرحمن بالعزف على آلة العود، وهكذا بدأت أولى خطوات طلال مداح الفنية" مقبس من ويكيبيديا
ثم اخذ يغني للمصطافين ويشارك في حفلات الطائف الفنية.. وكان يعمل في بريد الطائف, وكانت بدايته عندما غنى  «وردك يا زارع الورد»  في إحدى الحفلات التي كانت تقام في الطائف.

- عبدالله رشاد :
 من مواليد الطائف, درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها وإلتحق بجمعية الثقافة والفنون والتي ساهمت في تقديم وتطوير موهبته وأوصلته لمساحات كان يحلم بها.
ويحكي عبد الله رشاد قصته وكيف استطاع الدخول للوسط الفني، يقول: كان هناك احتفال في مدينة الطائف لوزراء الخارجية العرب وشارك في هذا الحفل كل من محمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر وصادف ان تأخر أحد الفنانين عن حضور وصلته فقرر الأستاذ يوسف محمد رئيس قسم الموسيقى تقديمي في هذه الوصلة وبمخاطرة منه وبالفعل تمكنت من الغناء في الحفل واستقبلني الجمهور بحب وتفاهم وتصادف ان نشرت الصحف في اليوم الثاني خبر ظهوري على المسرح واشادوا بالوصلة ووصفوها انها الأهم بين جميع الوصلات التي قدمت.

بالإضافة إلى الفنان محمود حلواني , أمين بكَر , , عبدالله محمد ,  , كمال قاضي , محمد إسكندراني , حسن إسكندراني , محمد السراج (نابغة الطائف الفنية)  وغيرهم الكثير ممن ساهمت الطائف في صقل مواهبهم الفنية .




تم جمع المعلومات من :
- التحضر في مدينة الطائف , تأليف: د.حمد زيد الزيد.
- الطائف القديم داخل السور في القرن الرابع عشر الهجري , تأليف : السيد عيسى بن علوي القصير .


هناك 4 تعليقات:

  1. شي جميل جدا وفناني الطائف في الزمن الجميل لا يحصوا وكنت اتمنى تدعيم العنصر النسائي بالفنانة ابتسام لطفي إلا إن المقالة مميزة والثرية

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً ... بإذن راح أكتب مقاله عن فنانات الحجاز وإقامه بعض الحفلات في الطائف قديماً

      حذف
  2. شي جدا رائع وجميل.... اتمنى التواصل لاني احتاجك في توثيق تاريخ الطائف

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً :)
      Email: shahadal.sofyani@gmail.com
      twitter : @ShahadAlsofyani

      حذف