Translate

الثلاثاء، 18 مارس 2014

الإصطياف في الطائف قديماً ...

منذ القدم والطائف أهم مصيف في الجزيرة العربية , وإكتسب أهميته من كونه قريب من مكة المكرمة وعلى طريق قوافل الحج والتجارة .
أول من إتخذ الطائف مصيفاً هو وج بن عبدالحي من العماليق ... ذكر الميورقي في كتابة (بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج) : ان الطائف تنسب إلى وج بن عبدالحي وان مواليه شيد بها القصور وغرسوا الأشجار وفجروا الانهار ... وكان رجلاً نجدياً كان إذا رجعت الإبل تحت الصيف تطلب الماء جاء بأمواله فأنزلها بقرية وج وتمتع أيام الثمر بها ... فاقتدى به الأمراء وأشراف القوم فيقضون بها -اي الطائف - شهرين أو ثلاثه من الصيف للهرب من قيظ مكة وتهامة ونجد . 
فأصبحت الطائف منتزهاً وبستاناً لأهل مكة خصوصاً في فترة الصيف , بسبب جوها الجميل وطبيعتها الخلابة .



ولخصوبة أرض الطائف وإعتدال جوها اتجه اثرياء مكة إلى امتلاك الاراضي بها .. فلا يكاد يوجد غني في مكة إلا وله بستان بها .
فـ لمعاوية بن سفيان وعائشة بنت طلحة و العباس بن عبد المطلب -عم الرسول صل الله علية وسلم- بساتين في الطائف يقضون فيها فتره الصيف .. وورد كتب السيرة عن عروة بن الزبير : انه عندما اشتد الصراع بين المسلمين وابي جهل أسرع كبار القرشيين في الطائف إلى مكة لمعالجة الموقف , وكانوا يصيفون هناك .

ولأمراء مكة قديماً عناية خاصة بالطائف ...  فكانت قرية السلامة ينزل بها أعيان وفضلاء مكة في أوائل القرن التاسع الهجري.
وكانت تزدحم بالمصيفين ... وذكر في كتب الرحالة أن في فتره الصيف تنتقل قيادة الجيش و أمير مكة والدوائر الحكومية من مكة إلى الطائف وتقيم بها ستة أشهر .

وذكر العجيمي في كتابه (اهداء اللطائف) : انه في سنه أربع وخمسين وألف , وصل إلى الطائف الشريف زيد بن محسن صاحب مكة ووصل في ذلك العام جمع من أهل مكة وأعيانها كقاضي مكة حسين أفندي وشيخ حرمها محمد أغا ومفتيها حنيف الدين الرشدي .. وكثر الواردون إلى الطائف من مكة بحيث ضاق عليهم مسجد الجمعة بالسلامة فأمر بإقامتها بمسجد ابن عباس .

وفي عام 1343هـ قررالملك عبدالعزيز -رحمة الله- اتخاذ الطائف مقراً لحكومته في فصل الصيف,  وكان يقيم فترة الصيف في قصر شبرا وبعد سنوات اصبح يقيم في قصره بالحوية , الذي توفي فيه -رحمة الله- يوم الاثنين 2\3\1373 هـ. 
وجرى على ذلك النهج خلفه أبنائه : الملك سعود الذي كان يقيم في الحويه وقد تحول قصره الآن إلى جامعة الطائف .
ثم الملك فيصل حيث كان يقيم في بيت الكاتب -قصر النيابه -عندما كان نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز ... 
ثم الملك خالد , والملك فهد -رحمهم الله - فلهم قصور في الهدا والشفا .. 
و الملك عبدالله -حفظة الله- له قصر بالحويه .


 فكان فصل الصيف في تلك الفتره كخلية النحل يموج بالبهجة والحيوية والنشاط , يقيم بها العلماء والامراء والوزراء ورجال الدولة فتتحول إلى العاصمة الصيفيه للدولة -مصيفاً رسمياً -.

وكانت تقام في بساتين الطائف جلسات الطرب في فصل الصيف  تحت ظل شجر الرمان والعنب وبين شجيرات الورد في المثناة وشهار وليه وقروى .
وسيأتي الحديث عنها في موضوع قادم ... 





تم جمع المعلومات من :
- السجل الذهبي لمحافظة الطائف ..
- الطائف في عهد الملك عبدالعزيز , تأليف : محمد بن منصور بن هاشم آل عبدالله بن سرور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق