الطائف من أقدم المدن في الجزيرة العربية , إرتبطت إرتباط وثيق بمكة المكرمة منذ القدم .
قال تعالى ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) - سورة الزخرف -
ذكر المفسرون أن القريتين هي : مكة المكرمة , و الطائف .
كانت تسمى الطائف قديماً ( وج ) نسبة إلى وج بن عبد الحي من العماليق , وهو أول من إتخذها مصيفاً .
كما نُسب إلية وادي وج , ثم سميت بعد بذلك بالطائف وقد تعددت الاقول حول سبب تسميتها :
القول الأول : تشير الرواية وحسب تفسير بعض المفسرين , إلى أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعوة إبراهيم - علية السلام- في قوله تعالى ( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) - سورة إبراهيم- .
«فأُمر جبريل الأمين بقلع قرية من الشام , فاحتملها بعيونها وأشجارها ومزارعها ثم طاف بها بالبيت الحرام ووضعها مكانها الحالي فسميت الطائف».
وأثبت (الميورقي) في كتابه «بهجة المهج» أن: «بركة الطائف أكثر من بركة الشام، بسبب طوافها بالبيت العتيق».
أما القول الثاني : وهو الاقرب للصحة , قيل أنها سميت بالطائف نسبة إلى السور الذي بنته ثقيف حولها في الجاهلية , وقد استشهد أبو طالب بهذا السور فقال :
منعنا أرضنا من كل حي .. كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم .. فحالت دون ذلكم السيوف
كان الهدف من السور لتحصينها وحمايتها من غارات القبائل الاخرى , وقد بُني من اللبن وكان سور عالي وسميك ومزود بأبراج و له بوابتان , وكان موقع المدينة في الجانب الجنوبي لوادي وج .
وقد تفوق أهلها - ثقيف – في الزراعة والدباغة والتجاره لتسويق منتجاتهم الزراعية وغيرها , مما أدى إلى ترابط العلاقات والمصاهرات أكثر مع قريش في مكة المكرمة , حتى قالت العرب : مكة من الطائف و الطائف من مكة .
وعندما اسلموا اهل الطائف , انتقلوا إلى المنطقة المجاورة لمسجد عبدالله بن العباس ومقابر الصحابة -رضوان الله عليهم- , ومن هنا بدأت النواة الأولى لمدينة الطائف الحالية .
وفي القرن الثاني عشر ازداد عمران الطائف وكثرت هجرة الأفغان والاكراد و الهنود إليها ...
ونتيجة لهذا الإزدياد السكاني توسعت الطائف وظهرت بها ثلاث حارات وهي: ( حارة فوق - حارة أسفل - حارة السليمانية).
ثم في العصر الحديث تطورت وتوسعت مدينة الطائف أكثر , فأصبحت تضم عدد كبير من الاحياء، ولم تعد مدينة صغيره داخل السور .
المصادر :
- المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف .. لـ حماد السالمي , 3 أجزاء
- - الطائف و دور قبيلة ثقيف .. لـ الدكتور عبدالجبار العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق