Translate

الثلاثاء، 15 مارس 2016

مكة من الطائف والطائف من مكة ...



ارتبطت الطائف بمكة المكرمة منذ القدم إرتباط وثيق ؛ وذلك نتيجه لعدة عوامل .
فمن جهة التقارب الجغرافي , ومن جهة أخرى تبادل المنافع بين القبيلتين " قريش – ثقيف "
وأخيراً من جهة العلاقات الإجتماعية بينهم بسبب المصاهره .


وقد قرن الله سبحانه وتعالى في القران الكريم الطائف بمكة المكرمة ..

 فهي إحدى القريتين الوارده في قولة تعالى ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) - سورة الزخرف -


فكانت الطائف مصيف لأهل مكة , وكان لأغلب كبار قريش مزارع وبساتين بها يقدمون إليها مع قدوم فصل الصيف .
فـ لمعاوية بن سفيان وعائشة بنت طلحة و العباس بن عبد المطلب -عم الرسول صل الله علية وسلم- بساتين في الطائف يقضون فيها فتره الصيف .


ورد في كتب السيرة عن عروة بن الزبير : انه عندما اشتد الصراع بين المسلمين وابي جهل أسرع كبار القرشيين في الطائف إلى مكة لمعالجة الموقف , وكانوا يصيفون هناك .
و من صور النعيم والترف الإصطياف بالطائف , وقد استشهد بذلك الشاعر النميري عندما وصف تنعم زينب أخت الحجاج :
تشتو بمكة نعمة .. ومصيفها بالطائف


كما كانت الطائف بستان لمكة , تورد إليها أغلب الخيرات من المحصولات الزراعية , ومن جهة أخرى ساهمت مكة في نشاط إقتصاد الطائف ونمو تجارتها ببيع الخضار و الفواكة .


وكان تجار مكة يجلبون من الطائف الزبيب والجلود المدبوغة , كما كانوا يستهلكون كثيراً من أعناب الطائف ورمانها.
وقد كتب الدكتور حسن إبراهيم في كتابة "التاريخ الإسلامي" بأن الطائف تعد بستان ونزهه لأهل مكة ".


ومن جهة أخرى فقد شكلت العلاقات الإجتماعية بين قريش وثقيف أوثق إرتباط بين المدينتين , فكثير من القرشيين تزوجوا بثقفيات والعكس .
فقد تزوج عبد مناف جد الهاشميين بثقفيه وهي أم عمر بن عبد مناف , و تزوج عبدالله بن عمر بن الخطاب بصفية بنت أبي عبيد الثقفي ... وغيرهم الكثير .
ومن الثقفيين على سبيل المثال , تزوج عروة بن مسعود الثقفي بإبنة سفيان بن حرب .. وكتب التاريخ مليئه بأسماء أخرى .


جميع هذه العوامل رسخت العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بين مكة والطائف , حتى قالت العرب المقولة الشهيرة " مكة من الطائف والطائف من مكة ".

تم جمع المعلومات من :

- الشوق الطائف حول قطر الطائف .. لـ حماد السالمي .

- الطائف و دور قبيلة ثقيف .. لـ الدكتور عبدالجبار العبيدي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق