Translate

الخميس، 6 مارس 2014

بساتين الطائف ...

اشتهرت الطائف منذ القدم بالزراعة وذلك لوفرة مصادر المياه بها .. حتى سميت بأنها بستان لمكة المكرمة كما كتب المؤرخ سيديو.
وذلك لكثرة البساتينها التي تجود بالخيرات من الفواكة والخضروات والورد الطائفي , حتى إن كثيراً من الرحالة وصفوها بجمالها وعدوها أنها أجمل بقعة في جزيرة العرب.
وذكر العياشي بساتين الطائف بقولة : "بلد الطائف فيها مزارات كثيرة وهي قصور ... تحيطها جنات من نخيل قليل وأعناب كثيرة وفواكة ممايشتهون".
بالإضافة إلى ماقاله الرحالة الفرنسي موريس تايمزيه عندما زار الطائف "بها أشجار من التين والتوت والجميز واللوز والخوخ ... ودوالي كثيرة من العنب وقرع وبطيخ أحمر وشمام وخيار وملوخية ".

وقد انتشرت في الطائف حولها الكثير من البساتين منها : شبرا - قروى - المثناة - العقيق - السلامة .

وكانت المثناة من أجمل البساتين التي تقع على وادي وج , حيث زينت جنباته بأشجارها الجميلة من العنب والتوت والرمان والمشمش وغيرها ... كما كان بها عين جارية تسقي هذه البساتين .. ومن البساتين التي كانت في المثناة :

بستان قريش - بستان الوزير - بستان عداس - بستان الزهرة - بستان الكنز - بستان القاضية - بستان السدان ...وغيرها الكثير .


أما بساتين شبرا فقد كانت تحيط بقصر شبرا التاريخي , وبها مزارع خضر تسقيها جداول صغيرة من المياه , وتمتد على مسافة ربع ساعة وتنتهي بقصر فخم وهو قصر شبرا وتحوط بهذا القصر حدائق جميلة يطلق عليها أجمل حدائق الحجاز.
لإنتظام أشجارها وأزهارها وحسن هندستها ...

ومن بساتين شبرا :
بستان أحمد أبو عصية الحمياني - بستان أحمد وعبدالعزيز أبو حربه - بستان الشريف سليمان الغالبي ... وغيرها الكثير.
وكانت توجد بجوار هذه البساتين عدة خرزات لسقيا أهل الطائف .


كما توجد في الطائف العديد من البساتين منها :.
1- بساتين السلامة - كانت تزيد عن أربعين بستاناً .
2- بساتين شهار 

3- بساتين الوهيط 
4- بساتين قروى وهي كثيرة جداً .
5- بساتين وادي لية .
6- بساتين العقيق وعددها 26 بستاناً.
7- بساتين القيم - وكانت 9 بساتين .

8- بالإضافة إلى بساتين الشفا والهدا وبلاد ثقيف .

وقد تحدث عبدالقدوس الأنصاري عن حدائق الطائف ( ما أنضرها وأكثر ثمارها وأشهى فواكهها , ووادي وج والمثناة كانا مستقر الجمال ومستودعه الحافل منذ تاريخ عريق , وقد حافظا على جمالهما أمداً مديداً .
وأذكر منطقة شبرا في السبعينات من هذا القرن الهجري , كانت مكتظة بالأشجار و الأزهار والمياه الفياضة في كل مكان ... وأذكر حدائق العقيق وهي تزدهي بأشجارها النضرة وثمارها الياعنة , وهي فياضة بالخيرات ... والطائف أرض خصبة معطاء تجود فيها بكثير من الفواكة والعنب والرمان والسفرجل والخوخ والتين الشوكي"البرشومي").
كما كانت بساتين الطائف ملهمة للشعراء وقد كتبوا الكثير من القصائد في جنباتها ... ومن هذ القصائد :

- الشاعر علي أبو العلا (ذكريات المثناة)
أذكرى المثناة والزهرة .. يغشاها الأحبة
حيث كان الهمس والنجـ .. ــوى وأحلام المحبة
تجمع الأحباب في صفوٍ .. ينسى القلب غلبه
أمسيات الصيف في الطائف .. تجلو كل كربه
حولنا الأعناب والخضرة  .. تزهو بالرواء
إنه الحب بل القنة .. يكسوها الحياء

- أحمد إبراهيم الغزاوي (منارة الطائف)
ألا حبـذا أيامنـا حـول قــروة .. إذ الناس في حظ مـن البشردائـب
وإذا نحن لانألـو الشبـاب حقوقـه ..  ومرح في نعمى الأماني الجـواذب
وتهفو بنا النسمات حيـن هبوبهـا .. إلى فرص اللذات تحـت الكواكـب
بوج وفـي وادي العقيـق ودونـه ..  وفي لية أو بيـن قـرن النجائـب
وفي الوهط المخضر أوفي وهيطـه .. هوفوق الشفا أو في أديم السحائـب
على الفرع إذ يبدوالمسمّى كإسمـه .. على القن الشمـاء أمعـن ذاهـب
ولم أنـس بالمثنـاة ليـلات أنسنـا .. وبين الهدا أو في جـوار الكباكـب
ولا الجال إذ نجلو كؤوس صفائـه  .. كأن بهـا مـا بالثنايـا العـواذب
ولافي شهـار والمليسـاء ضحـوة .. لهونا بها عن طارقـات النوائـب
لقد كنت وايـم الله أحسـب أننـي  .. من الأنس في إحدى الجنان السوائب
زمان تقضّـى بيـن أكـرم رفقـة .. هوأنعم عيش فـي بلـوغ المـأرب
فهل عائد فيها الذي كان قد مضـى .. ويسعدني فيهـا المـدى بالحبائـب

- الأمير عبدالله الفيصل (هل تذكرين)
هل تذكرينا وداعينا مصافحة  .. أودعت فيها كريم الأصل يمناكِ
أو تذكرين بوادي وج وقفتنا  .. وقد أفاضت علينا الطهر عيناكِ
وحين غنت على الأغصان شادية  .. أنشودة الحب في ترديدها الباكي
أنت الحياة لقلب جد مكتئب  .. وليس يسعده بالوصل إلاكِ
ماذا يضيرك لو حققت أمنيتي  .. فيسعد القلب-من شوق-لرؤياكِ
ففيك للقلب أهواء مجمعة  .. وفي لقاءك دنيا الشاعر الشاكي
والذكريات إذا ما عز قربك لي  .. سلوى فؤاد على الأيام يهواكِ

- الشاعر علي حسين الفيفي (الطائف)
أنثـري الـورد ياروابـي شهـار ..واجعلي الليـل مشرقـاً كالنهـار
رحبي بالمصطاف في روضك الزاهي .. فـلا زلـت ملتقـى الأنظـار
رحبي بالمصطـاف فهـو ول.. بالريـاض الغنـاء والأزهــار
بالهـدا والشفـا ووادي ثقـيـف.. بالمـروج الخضـراء والأشجـار
بثمـار قـد اينعـت فـي حقـول .. دانيـات قطوفهـا فـي انتـظـار
بهـواك العليـل بالـورد يـبـدو .. في احمرار وبعضه في اصفـرار
بالخميـل الـذي يفـوح شــذاهُ .. الخزامـي والــورد والجُلـنـار
بالبساتـيـن والفـواكـه فيـهـا .. في ازدحـام ترنـو الـى النظـار
بالسحـاب الـذي يظلـل هامـات.. الرواسـي وجــوك المعـطـار
بالضواحي التي حوت كـل لـون.. من جمـال وروعـةٍ واخضـرار
تنظـر العيـن للحدائـق والظـل.. ظليـلُ والمـاء فيـهـا جــار
يُهيجُ الطائـف النفـوس فتصفـو..مـن همـوم الحيـاة والاكــدار
وهو روض المصطاف والمنظـر..أخـاذ وهـو الغـذاء للأبصـار
يسعـد النفـس جـوهُ وليالـيـه ...اللـواتـي يزهـيـن بالسـمـار
فاجعلوا الطائـف الجميـل مقامـا...أو مصيفـاً بيـن الهـدا وشهـار 






تم جمع المعلومات من :
- الطائف القديم داخل السور في القرن الرابع عشر , تأليف : السيد عيسى بن علوي القصير .
- السجل الذهبي لمحافظة الطائف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق